Thursday, December 24, 2009

قصة الانتخابات – الحلقة الأولى/3: مفردات مرتبك



* كلما ورد مصطلح هيئة التدريس هنا فإنه يشمل أيضا الهيئة المعاونة من مدرسين مساعدين و معيدين

ربما يقرأ البعض منا مفردات مرتبه الهزيل فيجد أن معظمه بدلات بحث وحوافز وريادة وساعات مكتبية و لكنه لا يعرف أن معظم هذه البنود أضيفت بسبب كفاح و مثابرة نادى هيئة تدريس جامعة القاهرة بقيادة المرحوم الدكتور بدر الدين غازى رئيس النادى الأسبق و بعده الدكتور عادل عبد الجواد آخر رئيس منتخب للمجلس و ربما يجلس البعض على ضفاف النيل فى مقر النادى يشرب الشاى و القهوة أو يتناول طعام الغداء أو يلعب أبناؤه فى حديقة الأطفال و لكنه لا يعلم أن هذه الارض لم تمنح طواعية للنادى ، وإنما كانت نتاج معركة طويلة بين مجلس الادارة (وقد خصصت الارض له) ووزارة الداخلية بكل سلطانها و التى ماطلت فى تنفيذ حكم قضائى باحقية النادى فى هذه الارض و حتى بعد تنفيذه ماطلت الدولة فى أدخال الكهرباء و المرافق و  قامت بهدم الغرف القليلة البسيطة التى بناها النادى للادارة و الموظفين و المطعم  و تطلب الأمر كفاحا مريرا ليستقر الامر على ما هو عليه الآن.

لقد كان نادى هيئة التدريس بالقاهرة فى العصر الذهبى فى الثمانينات و بداية التسعينات أحد عدة نوادى منتخبة مثل نادى أسيوط برئاسة الدكتور محمد حبيب و نادى قناة السويس برئاسة د سعيد سلامة و نادى المنصورة برئاسة د الشافعى بشير و قد تبنت هذه النوادى قضايا التعليم و أعضاء هيئة التدريس بالإضافة للقضايا الوطنية و الإجتماعية مثل دعم القضية الفلسطينية و البوسنة و الحريات العامة و علاج ظاهرة العنف السياسى و إلغاء حالة الطوارئ و غيرها و شكلت النوادى مكتبا دائما لنوادي أعضاء هيئة التدريس و على أيدى هذه النوادى و فى طليعتها نادى القاهرة تحققات بعض المكاسب لأعضاء هيئة التدريس على صعيد المرتبات نتج عنها هذه البنود الإضافية التى تراها فى مفردات مرتبك و التى أصبحت حقا مكتسبا.

و إذا أردت أن تعرف كيف تعمل المنظمات الشبيهة فى الدول الأخرى عندما تتمتع بالعافية و تعبر عن أعضائها و تعمل فى مناخ صحى فاقرأ عن الإتحاد العام لأعضاء هيئة التدريس بالجامعات و المعاهد العليا فى إنجلترا و عن مفاوضاته مع الحكومة لرفع الأجور و عن حملاته لمحاربة تخفيض الإنفاق على التعليم  و تخفيض الوظائف و محاربة خصخصة الجامعات و مقاطعة الجامعات الإسرائيلية و عن إضراب 2006 و هذا على ويكيبديا أو على موقع الإتحاد University and College Union

و لكن بالنسبة لنوادى مصر فقد أتت الريح بما لا تشتهى السفن .......... و هذا ما سنوضحه فى الحلقة القادمة

محمد الرملى - ديسمبر 2009
لطفا أنشر هذا المقال









No comments: